تُعد هذه الفعالية جديدة من نوعها، والأولى في الجامعات السعودية. والقمر الاصطناعي "العُلبة" (كان سات CanSat) هو محاكاة لقمر اصطناعي حقيقي في حجم وشكل علبة المشروبات الغازية، تدمج فيها جميع الأنظمة الرئيسة والفرعية للقمر. وتهدف هذه المسابقة إلى نشر ثقافة الطيران والفضاء بين طلاب وطالبات الجامعة، واكسابهم الخبرة العملية في تقنيات الأقمار الاصطناعية وتنمية مهاراتهم الشخصية والتقنية والعملية، حيث وفر المركز التسهيلات والأدوات والأجهزة والتدريب اللازم للمشاركين في المسابقة.

وفي هذه المسابقة تتنافس مجموعات الطلاب المشاركين في تصميم قمر اصطناعي عُلبة CanSate، وتصنيعه، وبرمجته، ومن ثمّ إطلاقه باستخدام بالونات خاصة إلى ارتفاعات لا تقل عن (200) متر، وتنفيذ "الكان سات" لمهام محددة أساسية أثناء هبوطه نحو الأرض (مثل: تصوير الأرض من ارتفاعات مختلفة، وقياس درجة الحرارة، وتسجيل هذه البيانات، وإرسالها إلى حاسوب مجموعة الطلاب)، ومهام أخرى مُبتكرة تقترحها كل مجموعة من الطلاب. وتم تنفيذ نسختين من هذه المسابقة حتى الآن:

النسخة الأولى من مسابقة القمر الاصطناعي :العُلبة CanSat

ُقدت هذه المسابقة للمرة الأولى خلال شهر شعبان من العام 1440هـ، حيث أُعلن لجميع طلاب وطالبات الجامعة بدء تسجيل الراغبين في المشاركة بالمسابقة قبل انطلاقها بحوالي شهر، وسجل ما يزيد عن (300) طالب وطالبة من مختلف كليات الجامعة، واُختير منهم (53) طالب وطالبة في ضوء معايير الخبرة السابقة والمناسبة لطبيعة المسابقة، وتم الاجتماع بالطلاب المُختارين بمقر المركز بكلية الهندسة، وكذلك الطالبات عبر البث التلفزيوني لشرح طبيعة المسابقة ومراحلها، ومن ثم قُسم الطلاب والطالبات إلى مجموعات بحيث تتكامل تخصصاتهم الأكاديمية، وتتراوح كل مجموعة بين (5) إلى (8) طلاب أو طالبات.

وقُدمت لهم عدة دورات تدريبية على مدار أسبوعين، اشتملت هذه الدورات على: دورات في برمجة المتحكات الصغيرة الأردوينو (Arduino)، وتصميم وتصنيع هيكل القمر الاصطناعي بالطباعة ثلاثية الأبعاد (3D Printing)، ودورة تدريبية في إطلاق الأقمار الاصطناعية Rocket Sciences، وتعريف بالقطع والأدوات التي قام المركز بتوفيرها للمشاركين، كما حُددت المعايير المُستخدمة في تقييم نتائج أداء المجموعات. وقامت كل مجموعة بتصميم وتصنيع وبرمجة قمر اصطناعي "عُلبة" (كان سات CanSat). وفي موعد الإطلاق من موقع المنزل الشمسي المستدام بالمدينة الجامعية، قامت كل مجموعة بإطلاق القمر الاصطناعي الخاص بها باستخدام البالون إلى ارتفاع مناسب، واستقبلت البيانات التي أرسلها القمر في أثناء سقوطه نحو الأرض، وحُدد أفضل أقمار لثلاثة مجموعات من المشاركين، وحصلت هذه المجموعات الفائزة على جوائز وشهادات تكريم.

النسخة الثانية من مسابقة القمر الاصطناعي "العُلبة" (كان سات CanSat):

أعلن مركز الإبداع والابتكار الطلابي بكلية الهندسة عن انطلاق النسخة الثانية من المسابقة، وبدء تسجيل طلاب وطالبات الجامعة الراغبين المشاركة في المسابقة، في  22 / 5/ 1441 هـ.، وقد أضيف مهمة جديدة في هذه النسخة من المسابقة، وهي "سلامة البيضة"، حيث توضع "بيضة" داخل القمر، ويُطلب من المشاركين الهبوط الهادئ للقمر من الارتفاع المطلوب بحيث لا تتعرض البيضة للكسر.

وتضمنت المسابقة التي استمرت فعاليتها على مدى أسبوعين تعلم، وتدريب، وتصميم، وتحدي، ففي الأسبوع الأول تم تقديم ثلاث دورات تدريبية للمشاركين، هي:

-  برمجة المتحكمات الصغرى (الأردوينو Arduino).

-  وتصميم وتصنيع هيكل القمر الاصطناعي بالطباعة ثلاثية الأبعاد 3D Printing.

-  والتواصل اللاسلكي والاتصال مع الأقمار الاصطناعية.

وفي الأسبوع الثاني: قُسم الطلاب إلى فرق ومجموعات عمل، بدأت بعدها المجموعات في تصميم الكان سات باستخدام الأدوات التي وفرها مركز الإبداع والابتكار الطلابي.

وحُدّدت المعايير التي سيتم تقييم أقمار الفرق المشاركة في ضوء ها، وتشتمل على:

-  "سلامة البيضة"، التي تم وصفها عاليه (٢٠ نقطة).

-  استخدام أصغر مظلة للهبوط بالقمر (٢٠ نقطة)، حيث تتوفر ثلاثة أحجام للمظلات يمكن للفرق المشاركة الاختيار منها.

-  دقة توقيت تشغيل آلية الهبوط على الارتفاع المطلوب (٢٠ نقطة).

-  قدرة القمر على قراءة وإرسال البيانات واستقبالها (٢٠ نقطة).

-  تقديم أفكار جديدة ومُبدعة في أي مرحلة من مراحل تصميم وتصنيع وتشغيل القمر (٢٠ نقطة).

وقامت المجموعات المختلفة بتصميم وتصنيع وبرمجة الأقمار الاصطناعية العُلبة الخاصة بها، وكان من المُقرر أن تُطلق في اليوم الأخير للمسابقة باستخدام بالونات مخصصة لهذا الغرض من أحد المواقع المناسبة بالمدينة الجامعية للطلاب، إلا أن تعليق الدراسة ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار جائحة كورونا تسبب في تأجيل يوم الإطلاق إلى أجل غير مسمى.